الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } * { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ } * { قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } * { قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ } * { مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }

قوله عز وجل: { وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } أما قرينه ففيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه الملك الشهيد عليه، قاله الحسن وقتادة.

الثاني: أنه قرينه الذي قيض له من الشياطين، قاله مجاهد.

الثالث: أنه قرينه من الإنس، قاله ابن زيد في رواية ابن وهب عنه.

وفي قوله: { هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } وجهان:

أحدهما: هذا الذي وكلت به أحضرته، قاله مجاهد.

الثاني: هذا الذي كنت أحبه ويحبني قد حضر، قاله ابن زيد.

قوله عز وجل: { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارِ عَنِيدٍ } في ألقيا ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن المأمور بألقيا كل كافر في النار ملكان.

الثاني: يجوز أن يكون واحد ويؤمر بلفظ الاثنين كقول الشاعر:

فإن تزجراني يابن عفان أنزجر   وإن تدعاني أحم عرضاً ممنعاً
الثالث: أنه خارج مخرج تثنية القول على معنى قولك ألق ألق، قف قف، تأكيداً للأمر. والكفار [بفتح الكاف] أشد مبالغة من الكافر.

ويحتمل وجهين: أحدهما: أنه الكافر الذي كفر بالله ولم يطعه،وكفر بنعمه ولم يشكره.

الثاني: أنه الذي كفر بنفسه وكفر غيره بإغوائه.

وأما العنيد ففيه خمسة أوجه:

أحدها: أنه المعاند للحق، قاله بعض المتأخرين.

الثاني: أنه المنحرف عن الطاعة، قاله قتادة.

الثالث: أنه الجاحد المتمرد، قاله الحسن.

الرابع: أنه المشاق، قاله السدي.

الخامس: أنه المعجب بما عنده المقيم على العمل به، قاله ابن بحر.

فأما العاند ففيه وجهان:

أحدهما: أنه الذي يعرف بالحق ثم يجحده.

الثاني: أنه الذي يدعى إلى الحق فيأباه.

قوله عز وجل: { مَنَّاعٍ لِّلْخير } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه منع الزكاة المفروضة، قاله قتادة.

الثاني: أن الخير المال كله،ومنعه حبسه عن النفقه في طاعة الله، قاله بعض المتأخرين.

الثالث: محمول على عموم الخير من قول وعمل.

{ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ } في المريب ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه الشاك في الله، قاله السدي.

الثاني: أنه الشاك في البعث، قاله قتادة.

الثالث: أنه المتهم. قال الشاعر:

بثينة قالت يا جميل أربتنا   فقلت كلانا يا بثين مريب
وأريبنا من لا يؤدي أمانة   ولا يحفظ الأسرار حين يغيب
قال الضحاك: هذه الآية في الوليد بن المغيرة المخزومي حين استشاره بنو أخيه في الدخول في الإسلام فمنعهم.

قوله عز وجل: { قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ } فيه وجهان:

أحدهما: أن اختصامهم هو اعتذار كل واحد منهم فيما قدم من معاصيه، قاله ابن عباس.

الثاني: أنه تخاصم كل واحد مع قرينه الذي أغواه في الكفر، قاله أبو العالية.

فأما اختصامهم في مظالم الدنيا، فلا يجوز أن يضاع لأنه يوم التناصف.

أحدها: أن الوعيد الرسول، قاله ابن عباس.

الثاني: أنه القرآن، قاله جعفر بن سليمان.

الثالث: أنه الأمر والنهي، قاله ابن زيد.

ويحتمل رابعاً: أنه الوعد بالثواب والعقاب.

قوله عز وجل: { مَا يُبَدَّلُ الْقَولُ لَدَيَّ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: فيما أوجه من أمر ونهي، وهذا معنى قول ابن زيد.

الثاني: فيما وعد به من طاعة ومعصية، وهو محتمل.

الرابع: في أن بالحسنة عشر أمثالها وبخمس الصلوات خمسين صلاة، قاله قتادة.

{ وَمَآ أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ } فيه وجهان:

أحدهما: ما أنا بمعذب من لم يجرم، قاله ابن عباس.

الثاني: ما أزيد في عقاب مسيء ولا أنقص من ثواب محسن، وهو محتمل.