قال تعالى: { الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَاب حِلٌّ لَّكُمْ } يعني ذبائحهم. { وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ } يعني ذبائحنا. { وَالْمُحصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ } يعني نكاح المحصنات، وفيهن قولان: أحدهما: أنهن الحرائر من الفريقين، سواء كن عفيفات أو فاجرات، فعلى هذا، لا يجوز نكاح إمائهن، وهذا قول مجاهد، والشعبي، وبه قال الشافعي. والثاني: أنهن العفائف، سواءٌ كن حرائر أم إماءً، فعلى هذا، يجوز نكاح إمائِهن، وهذا قول مجاهد، والشعبي أيضاً، وبه قال أبو حنيفة. وفي المحصنات من الذين أوتوا الكتاب قولان: أحدهما: المعاهدات دون الحربيات، وهذا قول ابن عباس. والثاني: عامة أهل الكتاب من معاهدات وحربيات، وهذا قول الفقهاء وجمهور السلف. { إِذَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } يعني صداقهن. { مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحينَ } يعني أَعفّاء غير زُناة. { وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ } هي ذات الخليل الواحد تقيم معه على السفاح.