الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ }

قوله تعالى: { يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنآ }.

في قوله: { لاَ عِلْمَ لَنآ } خمسة تأويلات:

أحدها: لم يكن ذلك إنكاراً لِمَا علموه ولكن ذهلوا عن الجواب من هول ذلك اليوم ثم أجابوا بعدما ثابت عقولهم، قاله الحسن، والسدي.

والثاني: لا علم لنا إلا ما علمتنا، قاله مجاهد.

والثالث: لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا، قاله ابن عباس.

والرابع: لا علم لنا بما أجاب به أممنا، لأن ذلك هو الذي يقع عليه الجزاء، وهو مروي عن الحسن أيضاً.

والخامس: أن معنى قوله: { مَاذَا أُجِبْتُمْ } أي ماذا عملوا بعدكم { قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوْبِ } قاله ابن جريج.

وفي قوله: { عَلاَّمُ الْغُيُوْبِ } تأويلان:

أحدهما: أنه مبالغة.

والثاني: أنه لكثير المعلومات.

فإن قيل: فلم سألهم عما هو أعلم به منهم؟ فعليه جوابان:

أحدهما: أنه إنما سألهم ليعلمهم ما لم يعلموا من كفر أممهم ونفاقهم وكذبهم عليهم من بعدهم.

والثاني: أنه أراد أن يفضحهم بذلك على الأشهاد ليكون ذلك نوعاً من العقوبة لهم.