الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } * { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً } * { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } * { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }

قوله عز وجل: { هُوَا الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ } فيها ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه الصبر على أمر الله.

الثاني: أنها الثقة بوعد الله.

الثالث: أنها الرحمة لعباد الله.

{ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } يحتمل ثلاثة أوجه:

أحدها: ليزدادوا عملاً مع تصديقهم.

الثاني: ليزدادوا صبراً مع اجتهادهم.

الثالث: ليزدادوا ثقة بالنصر مع إيمانهم بالجزاء.

{ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ } يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون معناه: ولله ملك السموات والأرض ترغيباً للمؤمنين في خير الدنيا وثواب الآخرة.

الثاني: معناه: ولله جنود السموات والأرض إشعاراً للمؤمنين أن لهم في جهادهم أعواناً على طاعة ربهم.

قوله عز وجل: { الظَّآنِّينَ باللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: هو ظنهم أن لله شريكاً.

الثاني: هو ظنهم أنه لن يبعث الله أحداً.

الثالث: هو ظنهم أن يجعلهم الله كرسوله.

الرابع: أن سينصرهم على رسوله.

قال الضحاك: ظنت أسد وغطفان في رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الحديبية أنه سيقتل أو ينهزم ولا يعود إلى المدينة سالماً، فعاد ظافراً.

{ عَلَيْهِمْ دَآئرَهُ السَّوْءِ } يحتمل وجهين:

أحدهما: عليهم يدور سوء اعتقادهم.

الثاني: عليهم يدور جزاء ما اعتقدوه في نبيهم.