الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } * { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ }

قوله عز وجل: { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } فيه وجهان:

أحدهما: شك، قاله مقاتل.

الثاني: نفاق، قاله الكلبي.

{ أَن لن يُخْرِجَ أَضْغَانَهُمْ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: غشهم، قاله السدي.

الثاني: حسدهم، قاله ابن عباس.

الثالث: حقدهم، قاله ابن عيسى.

الرابع: عدوانهم، قاله قطرب وأنشد:

قل لابن هند ما أردت بمنطق   ساء الصديق وسر ذا الأضغان
قوله عز وجل: { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } فيه وجهان:

أحدهما: في كذب القول، قاله الكلبي.

الثاني: في فحوى كلامهم، واللحن هو الذهاب بالكلام في غير جهته، مأخوذ من اللحن في الإعراب وهو الذهاب عن الصواب ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّكُم لَتَحْتَكِمُونَ إِليَّ، أَحَدَكُمْ أَن يَكُونَ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ " أي أذهب بها في الجهات لقوته على تصريف الكلام. قال مرار الأسدي:

ولحنت لحناً فيه غش ورابني   صدودك ترصين الوشاة الأعاديا
قال الكلبي: فلم يتكلم بعد نزولها منافق عند النبي صلى الله عليه وسلم إلا عرفه.

{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالُكُم } فيه وجهان:

أحدهما: المجاهدين في سبيل الله.

الثاني: الزاهدين في الدنيا.

{ وَالصَّابِرِينَ } فيه وجهان:

أحدهما: على الجهاد.

الثاني: عن الدنيا.

{ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ } يحتمل وجهين:

أحدهما: نختبر أسراركم.

الثاني: ما تستقبلونه من أفعالكم.