الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } * { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } * { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَٰهُمْ } * { فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }

قوله عز وجل: { وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } هم المنافقون: عبد الله بن أُبيّ بن سلول، ورفاعة بن التابوت، وزيد بن الصليت، والحارث بن عمرو، ومالك بن الدخشم. وفيما يستمعونه قولان:

أحدهما: أنهم كانوا يحضرون الخطبة يوم الجمعة فإذا سمعوا ذكر المنافقين فيها أعرضوا عنه، فإذا خرجوا سألوا عنه، قاله الكلبي ومقاتل.

الثاني: أنهم كانوا يحضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين، فيسمعون منه ما يقول، فيعيه المؤمن ولا يعيه المنافق.

{ حَتَّى إِذا خَرَجُواْ مِن عِندِكَ } أي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

{ قَالُواْ لِلَّذِينَ أوتُواْ الْعِلْمَ } فيهم أربعة أقاويل:

أحدها: أنه عبد الله بن عباس، قاله عكرمة.

الثاني: عبد الله بن مسعود، قاله عبد الله بن بريدة.

الثالث: أبو الدرداء، قاله القاسم بن عبد الرحمن.

الرابع: أنهم الصحابة، قاله ابن زيد.

{ مَاذَا قَالَ ءَانِفاً } هذا سؤال المنافقين للذين أُوتوا العلم إذا خرجوا من عند النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه وجهان:

أحدهما: يعني قريباً.

الثاني: مبتدئاً.

وفي مقصودهم بهذا السؤال وجهان:

أحدهما: الإستهزاء بما سمعوه.

الثاني: البحث عما جهلوه.

قوله عز وجل: { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أن الإستهزاء زاد المؤمنين هدى، قاله الفراء.

الثاني: أن القرآن زادهم هدى، قاله ابن جريج.

الثالث: أن الناسخ والمنسوخ زادهم هدى، قاله عطية.

وفي الهدى الذي زادهم أربعة أقاويل:

أحدها: زادهم علماً، قاله الربيع بن أنس.

الثاني: علموا ما سمعوا، وعلموا بما عملوا، قاله الضحاك.

الثالث: زادهم بصيرة في دينهم وتصديقاً لنبيهم، قاله الكلبي.

الرابع: شرح صدورهم بما هم عليه من الإيمان.

ويحتمل خامساً: والذين اهتدوا بالحق زادهم هدى للحق.

{ وَءَاتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } فيه خمسة أوجه:

أحدها: آتاهم الخشية، قاله الربيع.

الثاني: ثواب تقواهم في الآخرة، قاله السدي.

الثالث: وفقهم للعمل الذي فرض عليهم، قاله مقاتل.

الرابع: بين لهم ما يتقون، قاله ابن زياد.

الخامس: أنه ترك المنسوخ والعمل بالناسخ، قاله عطية.

قوله عز وجل: { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأتِيَهُم بَغْتَةً } أي فجأة.

{ فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: أشراطها آياتها، قاله ابن زيد.

الثاني: أوائلها، قاله ابن عباس.

الثالث: أنه انشقاق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله الحسن.

الرابع: ظهور النبي، قاله الضحاك. قال الضحاك لأنه آخر الرسل وأمته آخر الأمم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بُعِثْتُ وَالسَّاعَة كَهَاتِينِ " وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.

{ فَأَنَّى لَهُمْ } قال السدي: معناه فكيف لهم النجاة.

{ إذَا جَآءَتْهُمْ ذِكرَاهُمْ } فيه وجهان:

أحدهما: إذا جاءتهم الساعة، قاله قتادة.

الثاني: إذا جاءتهم الذكرى عند مجيء الساعة، قاله ابن زيد.

السابقالتالي
2