الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } * { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله عز وجل: { وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا } وهذا القول منهم إنكار للآخرة وتكذيب بالبعث وإبطال للجزاء.

{ نَمُوتُ وَنَحْيَا } فيه وجهان:

أحدهما: أنه مقدم ومؤخر، وتقديره: نحيا نموت. وهي كذلك في قراءة ابن مسعود.

الثاني: أنه على تربيته، وفي تأويله وجهان:

أحدهما: نموت نحن ويحيا أولادنا، قاله الكلبي.

الثاني: يموت بعضنا.

{ وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: وما يهلكنا إلا العمر، قاله قتادة. وأنشد قول الشاعر:

لكل أمر أتى يوماً له سبب   والدهر فيه وفي تصريفه عجب
الثاني: وما يهلكنا إلا الزمان، قاله مجاهد.

وروى أبو هريرة قال: كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار، والذي يهلكنا يميتنا ويحيينا، فنزلت هذه الآية.

الثالث: وما يهلكنا إلا الموت، قاله قطرب، وأنشد لأبي ذؤيب:

أمن المنون وريبها تتوجع   والدهر ليس بمعتب من يجزع
الرابع: وما يهلكنا إلا الله، قاله عكرمة.

وروى الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رجال يقولون: يا خيبة الدهر، يا بؤس الدهر، لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل هو الدهر، وإنه يقبض الأيام ويبسطها ".