الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } * { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ }

قوله عز وجل: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أمين من الشيطان والأحزان، قاله قتادة.

الثاني: أمين من العذاب، قاله الكلبي.

الثالث: من الموت، قاله مقاتل.

قوله عز وجل: { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } فيهما ثلاثة أوجه:

أحدها: أن السندس الحرير الرقيق، والاستبرق الديباج الغليظ، قاله عكرمة.

الثاني: السندس يعمل بسوق العراق وهو أفخر الرقم، قاله يحيى، والاستبرق الديباج سمي استبرقاً لشدة بريقه، قاله الزجاج.

الثالث: أن السندس ما يلبسونه، والاستبرق ما يفترشونه.

وفي { مُّتَقَابِلينَ } وجهان:

أحدهما: متقابلين بالمحبة لا متدابرين بالبغضة، قاله علي بن عيسى.

الثاني: متقابلين في المجالس لا ينظر بعضهم قفا بعض، قاله مجاهد.

قوله عز وجل: { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } يعني القرآن، وفيه وجهان:

أحدهما: معناه جعلناه بلسانك عربياً.

الثاني: أطلقنا به لسانك تيسيراً.

{ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: يرجعون.

الثاني: يعتبرون.

{ فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: فانتظر ما وعدتك من النصر عليهم. إنهم منتظرون بك الموت، حكاه النقاش.

الثاني: وانتظر ما وعدتك من الثواب فإنهم من المنتظرين لما وعدتهم من العقاب، والله أعلم.