الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ ٱلإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } * { أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِٱلْبَنِينَ } * { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـٰنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } * { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }

قوله عز وجل: { وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً } فيه أربعة أوجه:

أحدها: عدلاً أي مثلاً، قاله قتادة.

الثاني: من الملائكة ولداً، قاله مجاهد.

الثالث: نصيباً، قاله قطرب.

الرابع: أنه البنات، والجزء عند أهل العربية البنات. يقال قد أجزأت المرأة إذا ولدت البنات. قال الشاعر:

إن أجزأت مرة قوماً فلا عجب   قد تجزىء الحرة المذكارُ أحيانا
{ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ } قال الحسن: يعد المصائب وينسى النعم.

قوله عز وجل: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً } أي بما جعل للرحمن البنات ولنفسه البنين.

{ ظَلَّ وَجْههُه مُسْوَداً } يحتمل وجهين:

أحدهما: ببطلان مثله الذي ضربه.

الثاني: بما بشر به من الأنثى.

{ وَهُوَ كَظِيمٌ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: حزين، قاله قتادة.

الثاني: مكروب، قاله عكرمة.

الثالث: ساكت، حكاه ابن أبي حاتم. وذلك لفساد مثله وبطلان حجته.

قوله عز وجل: { أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ فِي الْحِلْيَةِ } النشوء التربية، والحلية الزينة. وفي المراد بها ثلاثة أوجه:

أحدها: الجواري، قاله ابن عباس ومجاهد.

الثاني: البنات. قاله ابن قتيبة.

الثالث: الأَصنام، قاله ابن زيد.

وفي { الْخِصَامِ } وجهان:

أحدهما: في الحجة.

الثاني: في الجدل.

{ غَيْرُ مُبِينٍ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه عني قلة البلاغة، قاله السدي.

الثاني: ضعف الحجة، قال قتادة: ما حاجت امرأة إلا أوشكت أن تتكلم بغير حجتها.

الثالث: السكوت عن الجواب، قاله الضحاك وابن زيد ومن زعم أنها الأصنام.

قوله عز وجل: { وَجَعَلُواْ الْمَلآئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمنِ إِنَاثاً } في قوله { عِبَادُ الرَّحْمَنِ } وجهان:

أحدهما: أنه سماهم عباده على وجه التكريم كما قال { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الِّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً }.

الثاني: أنه جمع عابد.

وفي قوله: { إِنَاثاً } وجهان:

أحدهما: أي بنات الرحمن.

الثاني: ناقصون نقص البنات.

{ أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } يحتمل وجهين:

أحدهما: مشاهدتم وقت خلقهم.

الثاني: مشاهدتهم بعد خلقهم حتى علموا أنهم إناث.

{ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } أي ستكتب شهادتهم إن شهدوا ويسألون عنها إذا بعثوا.