الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } * { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

قوله عز وجل: { وَالَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي اللَّهِ } فيه قولان:

أحدهما: في توحيد الله عز وجل.

الثاني: أنهم اليهود قالوا: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم، قاله قتادة.

{ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: من بعد ما أجابه الله إلى إظهاره من المعجزات.

الثاني: من بعد ما أجاب الله الرسول من المحاجة.

الثالث: من بعد ما استجاب المسلمون لربهم وآمنوا بكتابه ورسوله، قاله ابن زيد.

{ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ } فيه وجهان:

أحدهما: باطلة، قاله ابن عيسى.

الثاني: خاسرة، قاله ابن زيد.

قوله عز وجل: { اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ } فيه وجهان: أحدهما: بالمعجز الدال على صحته.

الثاني: بالصدق فيما أخبر به من ماض ومستقبل.

{ وَالْمِيزَانَ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه الجزاء على الطاعة بالثواب وعلى المعصية بالعقاب.

الثاني: أنه العدل فيما أمر به ونهى عنه، قاله قتادة.

الثالث: أنه الميزان الذي يوزن به، أنزله الله من السماء وعلم عباده الوزن به لئلا يكون بينهم تظالم وتباخس، قال قتادة: الميزان العدل. { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ } فلم يخبره بها، ولم يؤنث قريب لأن الساعة تأنيثها غير حقيقي لأنها كالوقت.