الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }

قوله عز وجل: { ولو جعلناه قرآناً أعجمياً } فيه وجهان:

أحدهما: يعني بالأعجمي غير المبين وإن كان عربيّاً، قاله المفضل.

الثاني: بلسان أعجمي.

{ لقالوا لولا فصلت آياته } أي بينت آياته لنا بالعربية على الوجه الثاني، والفصح على الوجه الأول.

{ ءاعجميٌ } فيه وجهان:

أحدهما: كيف يكون القرآن أعجمياً ومحمد صلى الله عليه وسلم عربي؟ قاله سعيد بن جبير.

الثاني: كيف يكون القرآن أعجميّاً ونحن قوم عرب؟ قاله السدي. قال مجاهد أعجمي الكلام وعربي الرجل.

{ قل هو للذين آمنوا هُدىً وشفاءٌ } يحتمل وجهين:

أحدهما: هدى للأبصار وشفاء للقلوب.

الثاني: هدى من الضلال وشفاء من البيان.

{ والذين لا يؤمنون في آذنهم وقرٌ } أي صمم.

{ وهو عليهم عَمىً } أي حيرة، وقال قتادة: عموا عن القرآن وصموا عنه.

{ أولئك ينادون من مكان بعيد } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: من مكان بعيد من قلوبهم، قاله علي كرم الله وجهه ومجاهد.

الثاني: من السماء، حكاه النقاش.

الثالث: ينادون بأبشع أسمائهم، قاله الضحاك.

ويحتمل رابعاً: من مكان بعيد من الإجابة.