الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } * { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } * { مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ }

قوله عز وجل: { إن الذين يلحدون في آياتنا } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: يكذبون بآياتنا، قاله قتادة.

الثاني: يميلون عن آياتنا، قاله أبو مالك.

الثالث: يكفرون بنا، قاله ابن زيد.

الرابع: يعاندون رسلنا، قاله السدي.

الخامس: هو المكاء والتصفيق عند تلاوة القرآن، قاله مجاهد.

{ لا يخفون علينا } وهذا وعيد.

{ أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: أن الذي يلقى في النار أبو جهل، والذي يأتي آمناً عمار بن ياسر، قاله عكرمة.

الثاني: أن الذي يلقى في النار أبو جهل، والذي يأتي آمنا يوم القيامة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قاله ابن زياد.

الثالث: أن الذي يلقى في النار أبو جهل وأصحابه قال الكلبي، والذي يأتي آمناً رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله مقاتل.

الرابع: أنهاعلى العموم فالذي يلقى في النار الكافر، والذي يأتي آمناً يوم القيامة المؤمن، قاله ابن بحر.

{ اعملوا ما شئتم } هذا تهديد.

{ إنه بما تعملون بصير } وعيد، فهدد وتوعد.

قوله عز وجل: { إنّ الذين كفروا بالذكر لما جاءهم } الذكر هنا القرآن في قول الجميع، وله جواب محذوف تقديره: هالكون أو معذبون.

{ وإنه لكتابٌ عزيز } فيه وجهان:

أحدهما: عزيز من الشيطان أن يبدله، قاله السدي.

الثاني: يمتنع على الناس أن يقولوا مثله، قاله ابن عباس.

{ لا يأتيه الباطل } في { الباطل } هنا أربعة أقاويل:

أحدها: أنه إبليس، قاله قتادة.

الثاني: أنه الشيطان، قاله ابن جريج.

الثالث: التبديل، قاله مجاهد.

الرابع: التعذيب، قاله سعيد.

ويحتمل خامساً: أن الباطل التناقض والاختلاف.

{ من بين يديه ولا من خلفِه } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لا يأتيه الباطل من كتاب قبله، ولا يأتيه من كتاب بعده، قاله قتادة.

الثاني: لا يأتيه الباطل من أول التنزيل ولا من آخره.

الثالث: لا يأتيه الباطل في إخباره عما تقدم ولا في إخباره عما تأخر، قاله ابن جريج.

ويحتمل رابعاً: ما بين يديه: لفظه وما خلفه: تأويله، فلا يأتيه الباطل في لفظ ولا تأويل:

{ تنزيل من حكيم حميد } قال قتادة: حكيم في أمره حميد إلى خلقه.

قوله عز وجل: { ما يُقالُ لك إلا ما قد قِيل للرسل من قبلك } فيه وجهان:

أحدهما: ما يقول المشركون لك إلا ما قاله من قبلهم لأنبيائهم إنه ساحر أو مجنون، قاله قتادة.

الثاني: ما تخبر إلا بما يخبر الأنبياء قبلك بـ { إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم } حكاه ابن عيسى وقاله الكلبي.