قوله عز وجل: { إن الذين يلحدون في آياتنا } فيه خمسة تأويلات: أحدها: يكذبون بآياتنا، قاله قتادة. الثاني: يميلون عن آياتنا، قاله أبو مالك. الثالث: يكفرون بنا، قاله ابن زيد. الرابع: يعاندون رسلنا، قاله السدي. الخامس: هو المكاء والتصفيق عند تلاوة القرآن، قاله مجاهد. { لا يخفون علينا } وهذا وعيد. { أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة } فيه أربعة أقاويل: أحدها: أن الذي يلقى في النار أبو جهل، والذي يأتي آمناً عمار بن ياسر، قاله عكرمة. الثاني: أن الذي يلقى في النار أبو جهل، والذي يأتي آمنا يوم القيامة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قاله ابن زياد. الثالث: أن الذي يلقى في النار أبو جهل وأصحابه قال الكلبي، والذي يأتي آمناً رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله مقاتل. الرابع: أنهاعلى العموم فالذي يلقى في النار الكافر، والذي يأتي آمناً يوم القيامة المؤمن، قاله ابن بحر. { اعملوا ما شئتم } هذا تهديد. { إنه بما تعملون بصير } وعيد، فهدد وتوعد. قوله عز وجل: { إنّ الذين كفروا بالذكر لما جاءهم } الذكر هنا القرآن في قول الجميع، وله جواب محذوف تقديره: هالكون أو معذبون. { وإنه لكتابٌ عزيز } فيه وجهان: أحدهما: عزيز من الشيطان أن يبدله، قاله السدي. الثاني: يمتنع على الناس أن يقولوا مثله، قاله ابن عباس. { لا يأتيه الباطل } في { الباطل } هنا أربعة أقاويل: أحدها: أنه إبليس، قاله قتادة. الثاني: أنه الشيطان، قاله ابن جريج. الثالث: التبديل، قاله مجاهد. الرابع: التعذيب، قاله سعيد. ويحتمل خامساً: أن الباطل التناقض والاختلاف. { من بين يديه ولا من خلفِه } فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا يأتيه الباطل من كتاب قبله، ولا يأتيه من كتاب بعده، قاله قتادة. الثاني: لا يأتيه الباطل من أول التنزيل ولا من آخره. الثالث: لا يأتيه الباطل في إخباره عما تقدم ولا في إخباره عما تأخر، قاله ابن جريج. ويحتمل رابعاً: ما بين يديه: لفظه وما خلفه: تأويله، فلا يأتيه الباطل في لفظ ولا تأويل: { تنزيل من حكيم حميد } قال قتادة: حكيم في أمره حميد إلى خلقه. قوله عز وجل: { ما يُقالُ لك إلا ما قد قِيل للرسل من قبلك } فيه وجهان: أحدهما: ما يقول المشركون لك إلا ما قاله من قبلهم لأنبيائهم إنه ساحر أو مجنون، قاله قتادة. الثاني: ما تخبر إلا بما يخبر الأنبياء قبلك بـ { إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم } حكاه ابن عيسى وقاله الكلبي.