الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { تَنزِيلٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } * { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَٱعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ }

قوله عز وجل: { حم } قد مضى تأويله.

{ تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب } يحتمل وجهين:

أحدهما: أنه على التقديم والتأخير فيكون تقديره حم تنزيل الكتاب من الرحمن الرحيم.

الثاني: أن يكون فيه مضمر محذوف تقديره تنزيل القرآن من الرحمن الرحيم.

ثم وصفه فقال { كتابٌ فصلت آياتُه } وفي تفصيل آياته خمسة تأويلات:

أحدها: فسّرت، قاله مجاهد.

الثاني: فصلت بالوعد والوعيد، قاله الحسن.

الثالث: فصلت بالثواب والعقاب، قاله سفيان.

الرابع: فصلت ببيان حلاله من حرامه وطاعته من معصيته، قاله قتادة.

الخامس: فصلت من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم، فحكم فيما بينه وبين من خالفه، قال عبد الرحمن بن زيد.

{ قرآناً عربياً لقوم يعلمون } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: يعلمون انه إله واحد في التوراة والإنجيل، قاله مجاهد.

الثاني: أن القرآن من عند الله نزل، قاله الضحاك.

الثالث: يعلمون العربية فيعجزون عن مثله.

قوله عز وجل: { وقالوا قلوبنا في أكنّة ما تدعونا إليه } فيه وجهان:

أحدهما: أغطية، قاله السدي.

الثاني: كالجعبة للنبل، قاله مجاهد.

{ وفي آذاننا وقر } أي صمم وهما في اللغة يفترقان فالوقر ثقل السمع والصمم ذهاب جميعه.

{ ومن بيننا وبينك حجاب } فيه أربعة أوجه:

أحدها: يعني ستراً مانعاً عن الإجابة، قاله ابن زياد.

الثاني: فرقة في الأديان، قاله الفراء.

الثالث: أنه تمثيل بالحجاب ليؤيسوه من الإجابة، قاله ابن عيسى.

الرابع: أن أبا جهل استغشى على رأسه ثوباً وقال: يا محمد بيننا وبينك حجاب، استهزاء منه، حكاه النقاش.

{ فاعمل إننا عامِلون } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: فاعمل بما تَعْلَم من دينك فإنا نعمل بما نعلم من ديننا، قاله الفراء.

الثاني: فاعمل في هلاكنا فإنَّا نعمل في هلاكك، قاله الكلبي.

الثالث: فاعمل لإلهك الذي أرسلك فإنا نعمل لآلهتنا التي نعبدها، قاله مقاتل.

ويحتمل رابعاً: فاعمل لآخرتك فإنا نعمل لدنيانا.