الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلَّيلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } * { فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله عز وجل: { ومن آياته الليل والنهار } ووجه الآيات فيهما تقديرهما على حد مستقر، وتسييرهما على نظم مستمر، يتغايران لحكمة ويختلفان لمصلحة.

{ والشمس والقمر } ووجه الآية فيهما ما خصهما به من نور، وأظهره فيهما من تدبير وتقدير.

{ لا تسجُدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن } قال الزجاج: أي خلق هذه الآيات.

وفي موضع السجود من هذه الآية قولان:

أحدهما: عند قوله { إن كنتم إياه تعبدون } قاله ابن مسعود والحسن.

الثاني: عند قوله { وهم لا يسأمون } قاله ابن عباس وقتادة.

قوله عز وجل: { ومِن آياته أنك ترىالأرض خاشعةً } فيه وجهان:

أحدهما: غبراء دراسة، قاله قتادة.

الثاني: ميتة يابسة، قاله السدي.

ويحتمل ثالثاً: ذليلة بالجدب لأنها مهجورة، وهي إذا أخصبت عزيزة لأنها معمورة.

{ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت } فيه وجهان:

أحدهما: اهتزت بالحركة للنبات، وربت بالارتفاع قبل أن تنبت، قاله مجاهد.

الثاني: اهتزت بالنبات وربت بكثرة ريعها، قاله الكلبي. فيكون على قول مجاهد تقديم وتأخير تقديره: ربت واهتزت.

{ إن الذي أحياها لمحيي الموتى } الآية، جعل ذلك دليلاً لمنكري البعث على إحياء الخلق بعد الموت استدلالاً بالشاهد على الغائب.