الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } * { نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }

قوله عز وجل: { إن الذين قالوا ربنا اللّهُ } قال ابن عباس: وحّدوا الله تعالى.

{ ثم استقاموا } فيه خمسة أوجه:

أحدها: ثم استقاموا على أن الله ربهم وحده، وهو قول أبي بكر رضي الله عنه ومجاهد.

الثاني: استقاموا على طاعته وأداء فرائضه، قاله ابن عباس والحسن وقتادة.

الثالث: على إخلاص الدين والعلم إلى الموت، قاله أبو العالية والسدي.

الرابع: ثم استقاموا في أفعالهم كما استقاموا في أقوالهم.

الخامس: ثم استقاموا سراً كما استقاموا جهراً.

ويحتمل سادساً: أن الاستقامة أن يجمع بين فعل الطاعات واجتناب المعاصي لأن التكليف يشتمل على أمر بطاعة تبعث على الرغبة ونهي عن معصية يدعو إلى الرهبة.

{ تتنزل عليهم الملائكة } فيه قولان:

أحدهما: تتنزل عليهم عند الموت، قاله مجاهد وزيد بن أسلم.

الثاني: عند خروجهم من قبورهم للبعث، قاله ثابت ومقاتل.

{ ألا تخافوا ولا تحزنوا } فيه تأويلان:

أحدهما: لا تخافوا أمامكم ولا تحزنوا على ما خلفكم، قاله عكرمة.

الثاني: لا تخافوا ولا تحزنوا على أولادكم. وهذا قول مجاهد.

{ وأبشروا بالجنة } الآية. قيل إن بشرى المؤمن في ثلاثة مواطن: أحدها عند الموت، ثم في القبر، ثم بعد البعث.

قوله عز وجل: { نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة } فيه وجهان:

أحدهما: نحن الحفظة لأعمالكم في الدنيا وأولياؤكم في الآخرة، قاله السدي.

الثاني: نحفظكم في الحياة الدنيا ولا نفارقكم في الآخرة حتى تدخلوا الجنة.

ويحتمل ثالثاً: نحن أولياؤكم في الدنيا بالهداية وفي الآخرة بالكرامة.

{ ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم } فيه وجهان:

أحدهما: أنه الخلود لأنهم كانوا يشتهون البقاء في الدنيا، قاله ابن زيد.

الثاني: ما يشتهونه من النعيم، قاله أبو أمامة.

{ ولكم فيها ما تدَّعون } فيه وجهان:

أحدهما: ما تمنون، قاله مقاتل.

الثاني: ما تدعي أنه لك فهو لك بحكم ربك، قاله ابن عيسى.

{ نزلاً } فيه أربعة أوجه:

أحدها: يعني ثواباً.

الثاني: يعني منزلة.

الثالث: يعني منّاً، قاله الحسن.

الرابع: عطاء، مأخوذ من نزل الضيف ووظائف الجند { من غفور رحيم }