الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } * { فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ }

قوله عز وجل: { فهم يوزعُون } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: يدفعون، قاله ابن عباس.

الثاني: يساقون، قاله ابن زيد.

الثالث: يمنعون من التصرف، حكاه ابن عيسى.

الرابع: يحبس أولهم على آخرهم، قاله مجاهد، وهو مأخوذ من وزعته أي كففته.

قوله عز وجل: { وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: لفروجهم، قاله ابن زيد.

الثاني: لجلودهم أنفسها وهو الظاهر.

الثالث: أنه يراد بالجلود الأيدي والأرجل، قاله ابن عباس وقيل إن أول ما يتكلم منه فخذه الأيسر وكفه الأيمن.

قوله عز وجل: { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: يعني وما كنتم تتقون، قاله مجاهد.

الثاني: وما كنتم تظنون، قاله قتادة.

الثالث: وما كنتم تستخفون منها، قاله السدي. قال الكلبي: لأنه لا يقدر على الاستتار من نفسه.

{ ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون } حكى ابن مسعود أنها نزلت في ثلاثة نفر تسارّوا فقالوا أترى الله يسمع إسرارنا؟

قوله عز وجل: { وإن يستعتبوا فيما هم مِن المعتبين } فيه خمسة أوجه:

أحدها: معناه وإن يطلبوا الرضا فما هم بمرضى عنهم، والمعتب: الذي قُبل عتابه وأُجيب إلى سؤاله، قاله ابن عيسى.

الثاني: إن يستغيثوا فما هم من المغاثين.

الثالث: وإن يستقيلوا فما هم من المقالين.

الرابع: وإن يعتذروا فما هم من المعذورين.

الخامس: وإن يجزعوا فما هم من الآمنين.

قال ثعلب: يقال عتب إذا غضب، وأعتب إذا رضي.