الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } * { إِذْ جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ قَالُواْ لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } * { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ } * { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ ٱلْعَذَابِ ٱلْهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { وَنَجَّيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يتَّقُونَ }

قوله عز وجل: { إذ جاءتهم الرسلُ مِن بين أيديهم ومِن خلفهم } فيه وجهان:

أحدهما: أرسل من قبلهم ومن بعدهم، قاله ابن عباس والسدي.

الثاني: ما بين أيديهم عذاب الدنيا، وما خلفهم عذاب الآخرة، قاله الحسن.

قوله عز وجل: { فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه الشديدة البرد، قاله عكرمة وسعيد بن جبير، وأنشد قطرب قول الحطيئة:

المطعمون إذا هبت بصرصرة   والحاملون إذا استودوا على الناس
استودوا أي سئلوا الدية.

الثاني: الشديدة السموم، قاله مجاهد.

الثالث: الشديدة الصوت، قاله السدي مأخوذ من الصرير، وقيل إنها الدبور.

{ في أيام نحسات } فيها أربعة أقاويل:

أحدها: مشئومات، قاله مجاهد وقتادة، كن آخر شوال من يوم الأربعاء إلى يوم الأربعاء وذلك { سبع ليال وثمانية أيام حسوماً } قال ابن عباس: ما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء.

الثاني: باردات، حكاه النقاش.

الثالث: متتابعات، قاله ابن عباس وعطية.

الرابع: ذات غبار، حكاه ابن عيسى ومنه قول الراجز:

قد أغتدي قبل طلوع الشمس   للصيد في يوم قليل النحس
قوله عز وجل: { وأمّا ثمود فهديناهم } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: دعوناهم، قاله سفيان.

الثاني: بيّنا لهم سبيل الخير والشر، قاله قتادة.

الثالث: أعلمناهم الهدى من الضلالة، قاله عبد الرحمن بن زيد.

{ فاستحبوا العَمى على الهدى } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: اختاروا العمى على البيان، قاله أبو العالية.

الثاني: اختاروا الكفر على الإيمان.

الثالث: اختاروا المعصية على الطاعة، قاله السدي.

{ فأخذتهم صاعقة العذاب الهون } وفي الصاعقة هنا أربعة أقاويل:

أحدها: النار، قاله السدي.

الثاني: الصيحة من السماء، قاله مروان بن الحكم.

الثالث: الموت وكل شيء أمات، قاله ابن جريج.

الرابع: أن كل عذاب صاعقة، وإنما سميت صاعقة لأن كل من سمعها يصعق لهولها.

وفي { الهون } وجهان:

أحدهما: الهوان، قاله السدي.

الثاني: العطش، حكاه النقاش.