الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } * { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ } * { هُدًى وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }

قوله عز وجل: { إنا لننصُرُ رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا } فيه قولان:

أحدهما: بإفلاج حجتهم، قاله أبو العالية.

الثاني: بالانتقام من أعدائهم قال السدي: ما قتل قوم قط نبياً أو قوماً من دعاة الحق من المؤمنين إلا بعث الله من ينتقم لهم فصاروا منصورين فيها وإن قُتلوا.

{ ويومَ يقَوم الأشْهاد } بمعنى يوم القيامة. وفي نصرهم قولان:

أحدهما: بإعلاء كلمتهم وإجزال ثوابهم.

الثاني: إنه بالانتقام من أعدائهم.

وفي { الأشهاد } ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنهم الملائكة شهدوا للأنبياء بالإبلاغ، وعلى الأمم بالتكذيب، قاله مجاهد والسدي.

الثاني: انهم الملائكة والأنبياء، قاله قتادة.

الثالث: أنهم أربعة: الملائكة والنبيون والمؤمنون والأجساد، قاله زيد بن أسلم ثم في { الأشهاد } أيضاً وجهان:

أحدهما: جمع شهيد مثل شريف، وأشراف.

الثاني: أنه جمع شاهد مثل صاحب وأصحاب.

قوله عز وجل: { فاصبر إنَّ وعد الله حق } فيه قولان:

أحدهما: هو ما وعد الله رسوله في آيتين من القرآن أن يعذب كفار مكة، قاله مقاتل.

الثاني: هو ما وعد الله رسوله أن يعطيه المؤمنين في الآخرة، قاله يحيى بن سلام.

{ واستغفر لذنبك } اي من ذنب إن كان منك. قال الفضيل: تفسير الاستغفار أقلني.

{ وسبح بحمد ربِّك } قال مجاهد: وصَلِّ بأمر ربك.

{ بالعشي والإبكار } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنها صلاة العصر والغداة، قاله قتادة.

الثاني: أن العشي ميل الشمس إلى أن تغيب، والإبكار أول الفجر، قاله مجاهد.

الثالث: هي صلاة مكة قبل أن تفرض الصلوات الخمس ركعتان غدوة وركعتان عشية، قاله الحسن.

قوله عز وجل: { إنّ الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم } أي بغير حجة جاءتهم.

{ إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه } فيه قولان:

أحدهما: أن اكبر العظمة التي في كفار قريش، ما هم ببالغيها، قاله مجاهد.

الثاني: ما يستكبر من الاعتقاد وفيه قولان:

أحدهما: هو ما أمله كفار قريش في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه أن يهلك ويهلكوا، قاله الحسن.

الثاني: هو أن اليهود قالوا إن الدجال منا وعظموا أمره، واعتقدوا أنهم يملكون، وينتقمون، قاله أبو العالية.

{ فاستعذ بالله } من كبرهم.

{ إنه هو السميع } لما يقولونه { البصير } بما يضمرونه.