الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ } * { أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَـذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ } * { وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ } * { يٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ ٱلآخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ } * { مَنْ عَمِـلَ سَـيِّئَةً فَلاَ يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِـلَ صَالِحاً مِّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }

قوله عز وجل: { وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: يعني مجلساً، قاله الحسن.

الثاني: قصراً، قاله السدي.

الثالث: أنه الآجر ومعناه أوقد لي على الطين حتى يصير آجراً، قاله سعيد بن جبير.

الرابع: أنه البناء المبني بالآجر، وكانوا يكرهون أن يبنوا بالآجر ويجعلوه في القبر، قاله إبراهيم.

{ لعلّي أبلغ الأسباب } يحتمل وجهين:

أحدهما: ما يسبب إلى فعل مرادي.

الثاني: ما أتوصل به إلى علم ما غاب عني، ثم بين مراده فقال:

{ أسباب السموات } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: طرق السموات، قاله أبو صالح.

الثاني: أبواب السموات، قاله السدي والأخفش، وأنشد قول الشاعر:

ومن هاب أسباب المنايا يَنَلنه   ولو نال أسباب السماء بِسلَّمِ
الثالث: ما بين السموات، حكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم.

{ فأطَّلعَ إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً } فيه قولان:

أحدهما: أنه غلبه الجهل على قول هذا أو تصوره.

الثاني: أنه قاله تمويهاً على قومه مع علمه باستحالته، قاله الحسن.

{ وما كَيْدُ فرعون إلا في تبابٍ } فيه وجهان:

أحدهما: في خسران قاله ابن عباس.

الثاني: في ضلال، قاله قتادة.

وفيه وجهان:

أحدهما: في الدنيا لما أطلعه الله عليه من هلاكه.

الثاني: في الآخرة لمصيره إلى النار، قاله الكلبي.