قوله عز وجل: { ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التنادِ } يعني يوم القيامة، قال أمية بن أبي الصلت:
وبث الخلق فيها إذ دحاها
فهم سكانها حتى التّنَادِ
سمي بذلك لمناداة بعضهم بعضاً، قاله الحسن. وفيما ينادي به بعضهم بعضاً قولان: أحدهما: يا حسرتا، يا ويلتا، يا ثبوراه، قاله ابن جريج. الثاني: ينادي أهلُ الجنة أهل النار أن{ قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً } [الأعراف: 44] الآية. وينادي أهل النار الجنة{ أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللَّه } [الأعراف:50] قاله قتادة. وكان الكلبي يقرؤها: يوم التنادّ، مشدودة، أي يوم الفرار، قال يندّون كما يندّ البعير. وقد جاء في الحديث أن للناس جولة يوم القيامة يندون يطلبون أنهم يجدون مفراً ثم تلا هذه الآية. { يوم تولون مدبرين } فيه وجهان: أحدهما: مدبرين في انطلاقهم إلى النار، قاله قتادة. الثاني: مدبرين في فِرارهم من النار حتى يقذفوا فيها، قاله السدي. { ما لكم من الله من عاصم } فيه وجهان: أحدهما: من ناصر، قاله قتادة. الثاني: من مانع، وأصل العصمة المنع، قاله ابن عيسى. { ومن يضلل الله فما له من هاد } وفي قائل هذا قولان: أحدهما: أن موسى هو القائل له. الثاني: أنه من قول مؤمن آلِ فرعون. قوله عز وجل: { ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات } فيه قولان: أحدهما: أن يوسف بن يعقوب، بعثه الله رسولاً إلى القبط بعد موت الملك من قبل موسى بالبينات. قال ابن جريج: هي الرؤيا. الثاني: ما حكاه النقاش عن الضحاك أن الله بعث اليهم رسولاً من الجن يقال له يوسف.