الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } * { غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ ذِي ٱلطَّوْلِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }

قوله عز وجل: { حم } فيه خمسة أوجه:

أحدهما: أنه اسم من أسماء الله أقسم به، قاله ابن عباس.

الثاني: أنه اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.

الثالث: أنها حروف مقطعة من اسم الله الذي هو الرحمن، قاله سعيد بن جبير وقال: الر وحم ون هو الرحمن.

الرابع: هو محمد صلى الله عليه وسلم، قاله جعفر بن محمد.

الخامس: فواتح السور، قاله مجاهد قال شريح بن أوفى العبسي:

يذكرني حاميم والرمح شاجر   فهلا تلا حاميم قبل التقدم
ويحتمل سادساً: أن يكون معناه حُم أمر الله أي قرب، قال الشاعر:

قد حُمّ يومي فسر قوم   قومٌ بهم غفلة ونوم
ومنه سميت الحمى لأنها تقرب منه المنية.

فعلى هذا يحتمل وجهين:

أحدهما: أنه يريد به قرب قيام الساعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت في آخرها ألفاً

" الثاني: أنه يريد به قرب نصره لأوليائه وانتقامة من أعدائه يوم بدر.

قوله عز وجل: { غافر الذنب } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه غافره لمن استغفره، قاله النقاش.

الثاني: ساتره على من يشاء، قاله سهل بن عبد الله.

{ وقابل التوب } يجوز أن يكون جمع توبة، ويجوز أن يكون مصدراً من تاب يتوب توباً، وقبوله للتوبة إسقاط الذنب بها مع إيجاب الثواب عليها.

قوله عز وجل: { ذي الطول } فيه ستة تأويلات:

أحدها: ذي النعم، قاله ابن عباس.

الثاني: ذي القدرة، قاله ابن زيد.

الثالث: ذي الغنى والسعة، قاله مجاهد.

الرابع: ذي الخير، قاله زيد بن الأصم.

الخامس: ذي المن، قاله عكرمة.

السادس: ذي التفضيل، قاله محمد بن كعب.

والفرق بين المن والفضل أن المن عفو عن ذنب، والفضل إحسان غير مستحق والطول مأخوذ من الطول كأنه إنعامه على غيره وقيل لأنه طالت مدة إنعامه.