الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } * { يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } * { ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

قوله عز وجل: { رفيع الدرجات } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: رفع السموات السبع، قاله سعيد بن جبير والكلبي.

الثاني: عظيم الصفات، قاله ابن زياد.

الثالث: هو رفعه درجات أوليائه، قاله يحيى.

{ ذو العرش } فيه وجهان:

أحدهما: أن عرشه فوق سماواته، قاله سعيد بن جبير.

الثاني: أنه رب العرش، قاله يحيى.

{ يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده } فيه ستة تأويلات:

أحدها: أن الروح الوحي، قاله قتادة.

الثاني: النبوة، قاله السدي.

الثالث: القرآن، قاله ابن عباس.

الرابع: الرحمة، حكاه إبراهيم الجوني.

الخامس: أرواح عباده، لا ينزل ملك إلا ومعه منها روح، قاله مجاهد.

السادس: جبريل يرسله الله بأمره، قاله الضحاك.

{ لينذر يوم التلاق } فيه قولان:

أحدهما: لينذر الله به يوم القيامة، قاله الحسن.

الثاني: لينذر أنبياؤه يوم التلاق وهو يوم القيامة وفيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لأنه يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض، قاله السدي وابن زيد.

الثاني: لأنه يلتقي فيه الأولون والآخرون، وهو معنى قول ابن عباس.

الثالث: يلتقي فيه الخلق والخالق، قاله قتادة.

قوله عز وجل: { يومَ هم بارزون } يعني من قبورهم.

{ لا يخفى على الله منهم شَيْءٌ } فيه وجهان:

أحدهما: أنه أبرزهم جميعاً لأنه لا يخفى على الله منهم شيء.

الثاني: معناه يجازيهم من لا يخفى عليه من أعمالهم شيء.

{ لمن الملك اليوم } هذا قول الله، وفيه قولان:

أحدهما: أنه قوله بين النفختين حين فني الخلائق وبقي الخالق فلا يرى - غير نفسه - مالكاً ولا مملوكاً: لمن الملك اليوم فلا يجيبه لأن الخلق أموات، فيجيب نفسه فيقول: { لله الواحد القهار } لأنه بقي وحده وقهر خلقه، قاله محمد بن كعب.

الثاني: أن هذا من قول الله تعالى في القيامة حين لم يبق من يدَّعي ملكاً، أو يجعل له شريكاً.

وفي المجيب عن هذا السؤال قولان:

أحدهما: أن الله هو المجيب لنفسه وقد سكت الخلائق لقوله، فيقول: لله الواحد القهار، قاله عطاء.

الثاني: ان الخلائق كلهم يجيبه من المؤمنين. والكافرين، فيقولون: لله الواحد القهار، قاله ابن جريج.