قوله عز وجل: { رفيع الدرجات } فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: رفع السموات السبع، قاله سعيد بن جبير والكلبي. الثاني: عظيم الصفات، قاله ابن زياد. الثالث: هو رفعه درجات أوليائه، قاله يحيى. { ذو العرش } فيه وجهان: أحدهما: أن عرشه فوق سماواته، قاله سعيد بن جبير. الثاني: أنه رب العرش، قاله يحيى. { يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده } فيه ستة تأويلات: أحدها: أن الروح الوحي، قاله قتادة. الثاني: النبوة، قاله السدي. الثالث: القرآن، قاله ابن عباس. الرابع: الرحمة، حكاه إبراهيم الجوني. الخامس: أرواح عباده، لا ينزل ملك إلا ومعه منها روح، قاله مجاهد. السادس: جبريل يرسله الله بأمره، قاله الضحاك. { لينذر يوم التلاق } فيه قولان: أحدهما: لينذر الله به يوم القيامة، قاله الحسن. الثاني: لينذر أنبياؤه يوم التلاق وهو يوم القيامة وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: لأنه يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض، قاله السدي وابن زيد. الثاني: لأنه يلتقي فيه الأولون والآخرون، وهو معنى قول ابن عباس. الثالث: يلتقي فيه الخلق والخالق، قاله قتادة. قوله عز وجل: { يومَ هم بارزون } يعني من قبورهم. { لا يخفى على الله منهم شَيْءٌ } فيه وجهان: أحدهما: أنه أبرزهم جميعاً لأنه لا يخفى على الله منهم شيء. الثاني: معناه يجازيهم من لا يخفى عليه من أعمالهم شيء. { لمن الملك اليوم } هذا قول الله، وفيه قولان: أحدهما: أنه قوله بين النفختين حين فني الخلائق وبقي الخالق فلا يرى - غير نفسه - مالكاً ولا مملوكاً: لمن الملك اليوم فلا يجيبه لأن الخلق أموات، فيجيب نفسه فيقول: { لله الواحد القهار } لأنه بقي وحده وقهر خلقه، قاله محمد بن كعب. الثاني: أن هذا من قول الله تعالى في القيامة حين لم يبق من يدَّعي ملكاً، أو يجعل له شريكاً. وفي المجيب عن هذا السؤال قولان: أحدهما: أن الله هو المجيب لنفسه وقد سكت الخلائق لقوله، فيقول: لله الواحد القهار، قاله عطاء. الثاني: ان الخلائق كلهم يجيبه من المؤمنين. والكافرين، فيقولون: لله الواحد القهار، قاله ابن جريج.