قوله تعالى: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ } هو النبي صلى الله عليه وسلم، لِمَا معه من المعجز الذي يشهد بصدقه. { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } يعني القرآن سُمِّي نوراً لأنه يظهر به الحق، كما تظهر المرئيات بالنور. قوله تعالى: { فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ } فيه قولان: أحدهما: اعتصموا بالقرآن، وهذا قول ابن جريج. والثاني: اعتصموا بالله من زيغ الشيطان وهوى الإنسان. { فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } في الهداية قولان: أحدهما: أن يعطيهم في الدنيا ما يؤديهم إلى نعيم الآخرة، وهذا قول الحسن. والثاني: هو الأخذ بهم في الآخرة إلى طريق الجنة، وهو قول بعض المفسرين البصريين.