الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

قوله عز وجل: { أمَّن هو قانتٌ } في الألف التي في { أمّن } وجهان:

أحدهما: أنها ألف استفهام.

الثاني: ألف نداء.

وفي قانت أربعة أوجه:

أحدها: أنه المطيع، قاله ابن مسعود.

الثاني: أنه الخاشع في صلاته، قاله ابن شهاب.

الثالث: القائم في صلاته، قاله يحيى بن سلام.

الرابع: أنه الداعي لربه.

{ آناء الليل } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: طرف الليل، قاله ابن عباس.

الثاني: ساعات الليل، قاله الحسن.

الثالث: ما بين المغرب والعشاء، قاله منصور.

{ ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه } قال السدي: يحذر عذاب الآخرة ويرجوا نعيم الجنة.

وفيمن أريد به هذا الكلام خمسة أقاويل:

أحدها: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حكاه يحيى بن سلام.

الثاني: أبو بكر، قاله ابن عباس في رواية الضحاك عنه.

الثالث: عثمان بن عفان، قاله ابن عمر.

الرابع: عمار بن ياسر وصهيب وأبو ذر وابن مسعود، قاله الكلبي.

الخامس: أنه مرسل فيمن كان على هذه الحال قانتاً آناء الليل.

فمن زعم أن الألف الأولى استفهام أضمر في الكلام جواباً محذوفاً تقديره: أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً كمن جعل لله أنداداً؟ قاله يحيى. وقال ابن عيسى: المحذوف من الجواب: كمن ليس كذلك.

ومن زعم أن الألف للنداء لم يضمر جواباً محذوفاً، وجعل تقدير الكلام: أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.

{ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: هل يستوي الذين يعلمون هذا فيعملون به والذين لا يعلمون هذا فلا يعملون به، قاله قتادة.

الثاني: أن الذين يعلمون هم المؤمنون يعلمون أنهم لاقو ربهم، والذين لا يعلمون هم المشركون الذين جعلوا لله أنداداً قاله يحيى.

الثالث: ما قاله أبو جعفر محمد بن علي قال: الذين يعلمون نحن، والذين لا يعلمون عدونا.

ويحتمل رابعاً: أن الذين يعلمون هم الموقنون، والذين لا يعلمون هم المرتابون.