الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله عز وجل: { وترى الملائكة حافين من حول العرش } قال قتادة: محدقين.

{ يسبحون بحمد ربهم } وتسبيحهم تلذذ لا تعبد. وفي قوله.

{ بحمد ربهم } وجهان:

أحدهما: بمعرفة ربهم، قاله الحسن.

الثاني: يذكرون بأمر ربهم، قاله مقاتل.

{ وقضي بينهم بالحق } أي بالعدل وفيه قولان:

أحدهما: وقضي بينهم بعضهم لبعض.

الثاني: بين الرسل والأمم، قاله الكلبي.

{ وقيل الحمد لله رب العالمين } وفي قائله قولان:

أحدهما: أنه من قول الملائكة، فعلى هذا يكون حمدهم لله على عدله في قضائه.

الثاني: أنه من قول المؤمنين.

فعلى هذا يحتمل حمدهم وجهين:

أحدهما: على أن نجاهم مما صار إليه أهل النار.

الثاني: على ما صاروا إليه من نعيم الجنة، فختم قضاؤه في الآخرة بالحمد كما افتتح خلق السموات والأرض بالحمد في قولهالحمد لله الذي خلق السموات وَالأَرضَ } [الأنعام: 1] فتلزم الاقتداء به والأخذ بهديه في ابتداء كل أمر بحمده وخاتمه بحمده وبالله التوفيق.