الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } * { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ }

قوله عز وجل: { ونفخ في الصُّور فصعق مَنْ في السموات ومن في الأرض } فيه وجهان:

أحدهما: أن الصعق الغَشي، حكاه ابن عيسى.

الثاني: وهو قول الجمهور أنه الموت وهذا عند النفخة الأولى.

{ إلا من شاء الله } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام. وملك الموت يقبض أرواحهم بعد ذلك، قاله السدي ورواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الثاني: الشهداء، قاله سعيد بن جبير.

الثالث: هو الله الواحد القهار، قاله الحسن.

{ ثم نفخ فيه أخرى } وهي النفخة الثانية للبعث.

{ فإذا هم قيام ينظرون } قيل قيام على أرجلهم ينظرون إلى البعث الذي وعدوا به.

ويحتمل وجهاً آخر ينظرون ما يؤمرون به.

قوله عز وجل: { وأشرقتِ الأرض } إشراقها إضاءتها، يقال أشرقت الشمس إذا أضاءت، وشَرَقت إذا طلعت.

وفي قوله { بِنُورِ رَبِّها } وجهان:

أحدهما: بعدله، قاله الحسن.

الثاني: بنوره وفيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه نور قدرته.

الثاني: نور خلقه لإشراق أرضه.

الثالث: أنه اليوم الذي يقضي فيه بين خلقه لأنه نهار لا ليل معه.

{ ووضع الكتاب } فيه وجهان:

أحدهما: الحساب، قاله السدي.

الثاني: كتاب أعمالهم، قاله قتادة.

{ وجيء بالنبين الشهداء } فيهم قولان:

أحدهما: أنهم الشهداء الذين يشهدون على الأمم للأنبياء أنهم قد بلغوا، وأن الأمم قد كذبوا، قاله ابن عباس.

الثاني: أنهم الذين استشهدوا في طاعة الله، قاله السدي.

{ وقضي بينهم بالحق } قال السدي بالعدل { وهم لا يظلمون } قال سعيد بن جبير لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم.