الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

{ وما قدروا الله حق قدرِه } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: وما عظموه حق عظمته إذ عبدوا الأوثان من دونه، قاله الحسن.

الثاني: وما عظموه حق عظمته إذ دعوا إلى عبادة غيره، قاله السدي.

الثالث: ما وصفوه حق صفته، قاله قطرب.

{ والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة } فيه وجهان:

أحدهما: أن قبضه استبدالها بغيرها لقولهيوم تبدل الأرض } [إبراهيم: 48] وهو محتمل.

الثاني: أي هي في مقدوره كالذي يقبض عليه القابض في قبضته.

{ والسموات مطويات بيمينه } فيه وجهان:

أحدهما: بقوته لأن اليمين القوة.

الثاني: في ملكه كقولهوماملكت أيمانكم } [النساء: 36].

ويحتمل طيها بيمينه وجهين:

أحدهما: طيها يوم القيامة. لقوله يوم نطوي السماء.

الثاني: أنها في قبضته مع بقاء الدنيا كالشيء المطوي لاستيلائه عليها.

{ سبحانه وتعالى عما يشركون } روى صفوان بن سليم أن يهودياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم إن الله أنزل عليك { والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } فأين يكون الخلق؟ قال " يكونون في الظلمة عند الجسر حتى ينجي الله من يشاء. " قال: والذي أنزل التوراة على موسى ما على الأرض أحد يعلم هذا غيرى وغيرك.