الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } * { وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ } * { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ }

قوله عز وجل: { والذي جاء بالصدق } الآية. وفي الذي جاء بالصدق أربعة أقاويل:

أحدها: أنه جبريل، قاله السدي.

الثاني: محمد صلى الله عليه وسلم، قاله قتادة ومجاهد.

الثالث: أنهم المؤمنون جاءوا بالصدق يوم القيامة، حكاه النقاش.

الرابع: أنهم الأنبياء، قاله الربيع وكان يقرأ: والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به.

وفي (الصدق) قولان:

أحدهما: أنه لا إله إلا الله، قاله ابن عباس.

الثاني: القرآن، قاله مجاهد وقتادة.

ويحتمل ثالثاً: أنه البعث والجزاء.

وفي الذي صدق به خمسة أقاويل:

أحدها: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله ابن عباس.

الثاني: المؤمنون من هذه الأمة، قاله الضحاك.

الثالث: أتباع الأنبياء كلهم، قاله الربيع.

الرابع: أنه أبو بكر، رضي الله عنه حكاه الطبري عن علي رضي الله عنه، وذكره النقاش عن عون بن عبد الله.

الخامس: أنه علي كرم الله وجهه، حكاه ليث عن مجاهد.

ويحتمل سادساً: أنهم المؤمنون قبل فرض الجهاد من غير رغبة في غنم ولا رهبة من سيف.

{ أولئك هم المتقون } إنما جاز الجمع في { هم المتقون } و { الذي } واحد في مخرج لفظه وجمع في معناه على طريق الجنس كقوله تعالىإن الإنسان لفي خسر } قوله عز وجل: { ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عَمِلوا } قبل الإيمان والتوبة، ووجه آخر: أسوأ الذي عملوا من الصغائر لأنهم يتقون الكبائر.

{ ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون } أي يجزيهم بأجر أحسن الأعمال وهي الجنة.