الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱصْبِر عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا ٱلأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ } * { إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ } * { وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ } * { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحِكْمَةَ وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ }

قوله عز وجل: { اصبر على ما يقولون } يعني كما صبر أولو العزم من الرسل لا كمن لم يصبر مثل يونس.

{ واذكر عبدنا داود } أي فإنا نحسن إليك كما أحسنا إلى داود قبلك بالصبر.

{ ذا الأيد } فيه قولان:

أحدهما: ذا النعم التي أنعم الله بها عليه لأنها جمع يد حذفت منه الياء، واليد النعمة.

الثاني: ذا القوة، قاله ابن عباس وقتادة ومجاهد، ومنه { والسماء بنيناها بأيد } أي بقوة. وفيما نسب داود إليه من القوة قولان:

أحدهما: القوة في طاعة الله والنصر في الحرب، قاله مجاهد.

الثاني: ذا القوة في العبادة والفقه في الدين قاله قتادة. وذكر أنه كان يقوم نصف الليل ويصوم نصف الدهر.

{ إنه أواب } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: أنه التواب، قاله مجاهد وابن زيد.

الثاني: أنه الذي يؤوب إلى الطاعة ويرجع إليها، حكاه ابن زيد.

الثالث: أنه المسبح، قاله الكلبي.

الرابع: أنه الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها، قاله المنصور.

قوله عز وجل: { وشَدَدنا ملكه } فيه وجهان:

أحدهما: بالتأييد والنصر.

الثاني: بالجنود والهيبة. قال قتادة: باثنين وثلاثين ألف حرس.

{ وآتيناه الحكمة } فيها خمسة تأويلات:

أحدها: النبوة، قاله السدي.

الثاني: السنّة، قاله قتادة.

الثالث: العدل، قاله ابن نجيح.

الرابع: العلم والفهم، قاله شريح.

الخامس: الفضل والفطنة.

{ وفصل الخطاب } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: على القضاء والعدل فيه، قاله ابن عباس والحسن.

الثاني: تكليف المدعي البينة والمدعَى عليه اليمين، قاله شريح وقتادة.

الثالث: قوله أما بعد، وهو أول من تكلم بها، قاله أبو موسى الأشعري والشعبي.

الرابع: أنه البيان الكافي في كل غرض مقصود.

الخامس: أنه الفصل بين الكلام الأول والكلام الثاني.