الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ } * { إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } * { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ } * { أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ } * { فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله عز وجل: { وإن من شيعته لإبراهيم } فيه وجهان:

أحدهما: من أهل دينه، قاله ابن عباس.

الثاني: على منهاجه وسنته، قاله مجاهد.

وفي أصل الشيعة في اللغة قولان:

أحدهما: أنهم الأتباع ومنه قول الشاعر:

قال الخليط غداً تصدُّ عَنّا   أو شيعَه أفلا تشيعنا
قوله أو شيعه أي اليوم الي يتبع غداً، قاله ابن بحر.

الثاني: وهو قول الأصمعي الشيعة الأعوان، وهو مأخوذ من الشياع وهو الحطب الصغار الذي يوضع مع الكبار حتى يستوقد لأنه يعين على الوقود.

ثم فيه قولان:

أحدهما: إن من شيعة محمد لإبراهيم عليهما السلام، قاله الكلبي والفراء.

الثاني: من شيعة نوح لإبراهيم، قاله مجاهد ومقاتل.

وفي إبراهيم وجهان:

أحدهما: أنه اسم أعجمي وهو قول الأكثرين.

الثاني: مشتق من البرهمة وهي إدّامة النظر.

قوله عز وجل: { إذ جاء ربّه بقَلْب سليم } فيه أربعة أوجه:

أحدها: سليم من الشك، قاله قتادة.

الثاني: سليم من الشرك، قاله الحسن.

الثالث: مخلص، قاله الضحاك.

الرابع: ألا يكون لعاناً، قاله عروة بن الزبير.

ويحتمل مجيئه إلى ربه وجهين:

أحدهما: عند دعائه إلى توحيده وطاعته.

الثاني: عند إلقائه في النار.