الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَاقِينَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ }

قوله عز وجل: { ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون } أي دعانا، ودعاؤه كان على قومه عند إياسه من إيمانهم، وإنما دعا عليهم بالهلاك بعد طول الاستدعاء لأمرين:

أحدهما: ليطهر الله الأرض من العصاة.

الثاني: ليكونوا عبرة يتعظ بها من بعدهم من الأمم.

وقوله: { فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: فلنعم المجيبون لنوح في دعائه.

الثاني: فلنعم المجيبون لمن دعا لأن التمدح بعموم الإجابة أبلغ.

{ ونجيناه وأهله } قال قتادة: كانوا ثمانية: نوح وثلاثة بنين ونساؤهم، أربعة [أي] رجال وأربعة نسوة.

{ من الكرب العظيم } فيه وجهان:

أحدهما: من غرق الطوفان، قاله السدي.

الثاني: من الأذى الذي كان ينزل من قومه، حكاه ابن عيسى.

{ وجعلنا ذريته هم الباقين } قال ابن عباس: والناس كلهم بعد نوح من ذريته وكان بنوه ثلاثة: سام وحام ويافث، فالعرب والعجم أولاد سام، والروم والترك والصقالبة أولاد يافث والسودان من أولاد حام، قال الشاعر:

عجوز من بني حام بن نوح   كأن جبينها حجر المقام
قوله عز وجل: { وتركنا عليه في الآخرين } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: معناه أبقى الله الثناء الحسن في الآخرين، قاله قتادة.

الثاني: لسان صدق للأنبياء كلهم، قاله مجاهد.

الثالث: هو قوله سلام عل نوح في العالمين، قاله الفراء.