الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } * { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } * { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ }

قوله عز وجل: { وقالوا يا ويلنا هذا يومُ الدين } الآية. فيه وجهان:

أحدهما: يوم الحساب، قاله ابن عباس.

الثاني: يوم الجزاء، قاله قتادة.

{ هذا يوم الفصل } الآية. فيه وجهان:

أحدهما: يوم القضاء بين الخلائق، قاله يحيى.

الثاني: يفصل فيه بين الحق والباطل، قاله ابن عيسى.

قوله عز وجل: { احشروا الذين ظلموا } الآية. فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: المكذبون بالرسل.

الثاني: هم الشُرَط، حكاه الثوري.

الثالث: هم كل من تعدى على الخالق والمخلوق.

وفي { وأزواجهم } أربعة أوجه:

أحدها: أشباههم فيحشر صاحب الزنى مع صاحب الزنى، وصاحب الخمر مع صاحب الخمر، قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

الثاني: قرناؤهم، قاله ابن عباس.

الثالث: أشياعهم، قاله قتادة، ومنه قول الشاعر:

فكبا الثور في وسيل وروض   مونق النبت شامل الأزواج
الرابع: نساؤهم الموافقات على الكفر، رواه النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

{ وما كانوا يعبدون من دون الله } وفيهم ثلاثة أقاويل:

أحدها: إبليس، قاله ابن زياد.

الثاني: الشياطين، وهو مأثور.

الثالث: الأصنام، قاله قتادة وعكرمة.

{ فاهدُوهم إلى صراط الجحيم } أي طريق النار.

وفي قوله تعالى: { فاهدوهم } ثلاثة أوجه:

أحدها: فدلوهم، قاله ابن.

الثاني: فوجهوهم، رواه معاوية بن صالح.

الثالث: فادعوهم، قاله السدي.

قوله عز وجل: { وقفُوهم إنَّهم مسئولون } أي احبسوهم عن دخول النار.

{ إنهم مسئولون } فيه ستة أوجه:

أحدها: عن لا إله إلا الله، قاله يحيى بن سلام.

الثاني: عما دعوا إليه من بدعة، رواه أنس مرفوعاً.

الثالث: عن ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حكاه أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري.

الرابع: عن جلسائهم، قاله عثمان بن زيادة.

الخامس: محاسبون، قاله ابن عباس.

السادس: مسئولون.

{ ما لكم لا تناصرون } على طريق التوبيخ والتقريع لهم، وفيهم ثلاثة أوجه:

أحدها: لا ينصر بعضكم بعضاً، قاله يحيى بن سلام.

الثاني: لا يمنع بعضكم بعضاً من دخول النار، قاله السدي.

الثالث: لا يتبع بعضكم بعضاً في النار يعني العابد والمعبود، قاله قتادة.

فإن قيل: فهلا كانوا مسئولين قبل قوله { فاهْدوهم... } الآية؟

قيل: لأن هذا توبيخ وتقريع فكان نوعاً من العذاب فلذلك صار بعد الأمر بالعذاب.

قال مجاهد: ولا تزول من بين يدي الله تعالى قدم عبد حتى يُسأل عن خصال أربع: عمره فيهم أفناه، وجسده فيم أبلاه، وماله مم اكتسبه وفيم أنفقه، وعلمه ما عمل فيه.