قوله عز وجل: { وقالوا يا ويلنا هذا يومُ الدين } الآية. فيه وجهان: أحدهما: يوم الحساب، قاله ابن عباس. الثاني: يوم الجزاء، قاله قتادة. { هذا يوم الفصل } الآية. فيه وجهان: أحدهما: يوم القضاء بين الخلائق، قاله يحيى. الثاني: يفصل فيه بين الحق والباطل، قاله ابن عيسى. قوله عز وجل: { احشروا الذين ظلموا } الآية. فيه ثلاثة أوجه: أحدها: المكذبون بالرسل. الثاني: هم الشُرَط، حكاه الثوري. الثالث: هم كل من تعدى على الخالق والمخلوق. وفي { وأزواجهم } أربعة أوجه: أحدها: أشباههم فيحشر صاحب الزنى مع صاحب الزنى، وصاحب الخمر مع صاحب الخمر، قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه. الثاني: قرناؤهم، قاله ابن عباس. الثالث: أشياعهم، قاله قتادة، ومنه قول الشاعر:
فكبا الثور في وسيل وروض
مونق النبت شامل الأزواج
الرابع: نساؤهم الموافقات على الكفر، رواه النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. { وما كانوا يعبدون من دون الله } وفيهم ثلاثة أقاويل: أحدها: إبليس، قاله ابن زياد. الثاني: الشياطين، وهو مأثور. الثالث: الأصنام، قاله قتادة وعكرمة. { فاهدُوهم إلى صراط الجحيم } أي طريق النار. وفي قوله تعالى: { فاهدوهم } ثلاثة أوجه: أحدها: فدلوهم، قاله ابن. الثاني: فوجهوهم، رواه معاوية بن صالح. الثالث: فادعوهم، قاله السدي. قوله عز وجل: { وقفُوهم إنَّهم مسئولون } أي احبسوهم عن دخول النار. { إنهم مسئولون } فيه ستة أوجه: أحدها: عن لا إله إلا الله، قاله يحيى بن سلام. الثاني: عما دعوا إليه من بدعة، رواه أنس مرفوعاً. الثالث: عن ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حكاه أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري. الرابع: عن جلسائهم، قاله عثمان بن زيادة. الخامس: محاسبون، قاله ابن عباس. السادس: مسئولون. { ما لكم لا تناصرون } على طريق التوبيخ والتقريع لهم، وفيهم ثلاثة أوجه: أحدها: لا ينصر بعضكم بعضاً، قاله يحيى بن سلام. الثاني: لا يمنع بعضكم بعضاً من دخول النار، قاله السدي. الثالث: لا يتبع بعضكم بعضاً في النار يعني العابد والمعبود، قاله قتادة. فإن قيل: فهلا كانوا مسئولين قبل قوله { فاهْدوهم... } الآية؟ قيل: لأن هذا توبيخ وتقريع فكان نوعاً من العذاب فلذلك صار بعد الأمر بالعذاب. قال مجاهد: ولا تزول من بين يدي الله تعالى قدم عبد حتى يُسأل عن خصال أربع: عمره فيهم أفناه، وجسده فيم أبلاه، وماله مم اكتسبه وفيم أنفقه، وعلمه ما عمل فيه.