الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ } * { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ } * { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } * { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } * { وَنَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ } * { قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ } * { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } * { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ }

{ وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين } وفي زمان هذا القول منه قولان:

أحدهما: أنه قال عند إلقائه في النار، وفيه على هذا القول تأويلان:

أحدهما: إني ذاهب إلى ما قضى به عليّ ربي.

الثاني: إني ميت كما يقال لمن مات قد ذهب إلى الله تعالى لأنه عليه السلام تصور أنه يموت بإلقائه في النار على المعهود من حالها في تلف ما يلقى فيها إلى أن قيل لها كوني برداً وسلاماً، فحينئذٍ سلم إبراهيم منها.

وفي قوله: { سيهدين } على هذا القول تأويلان:

أحدهما: سيهدين إلى الخلاص من النار.

الثاني: إلى الجنة.

فاحتمل ما قاله إبراهيم من هذا وجهين:

أحدهما: أن بقوله لمن يلقيه في النار فيكون ذلك تخويفاً لهم.

الثاني: أن بقوله لمن شاهده من الناس الحضور فيكون ذلك منه إنذارً لهم، فهذا تأويل ذلك على قول من ذكر أنه قال قبل إلقائه في النار.

والقول الثاني: أنه قاله بعد خروجه من النار.

{ إني ذاهب إلى ربي } وفي هذا القول ثلاثة تأويلات:

أحدها: إني منقطع إلى الله بعبادتي، حكاه النقاش.

الثاني: ذاهب إليه بقلبي وديني وعملي، قاله قتادة.

الثالث: مهاجر إليه بنفسي فهاجر من أرض العراق. قال مقاتل: هو أول من هاجر من الخلق مع لوط وسارة.

وفي البلد الذي هاجر إليه قولان:

أحدهما: إلى أرض الشام.

الثاني: إلى أرض حران، حكاه النسائي.

وفي قوله: سيهدين على هذا القول تأويلان:

أحدهما: سيهدين إلى قول: حسبي الله عليه توكلت، قاله سليمان.

الثاني: إلى طريق الهجرة، قاله يحيى.

واحتمل هذا القول منه وجهين:

أحدهما: أن بقوله لمن فارقه من قومه فيكون ذلك توبيخاً لهم.

الثاني: أن بقوله لمن هاجر معه من أهله فيكون ذلك منه ترغيباً.

قوله عز وجل: { فبشرناه بغُلام حليم } أي وقور. قال الحسن: ما سمعت الله يحل عباده شيئاً أجل من الحلم.

وفي قولان:

أحدهما: أنه إسحاق، ولم يثن الله تعالى على أحد بالحلم إلا على إسحاق وإبراهيم قاله قتادة.

الثاني: إسماعيل وبشر بنبوة إسحاق بعد ذلك، قاله عامر الشعبي. قال الكلبي وكان إسماعيل أكبر من إسحاق بثلاث عشرة سنة.

قوله عز وجل: { فلما بلغ معه السعي } فيه أربعة أوجه:

أحدها: يمشي مع أبيه، قاله قتادة.

الثاني: أدرك معه العمل، قاله عكرمة.

الثالث: أنه سعي العمل الذي تقوم به الحجة، قاله الحسن.

الرابع: أنه السعي في العبادة، قاله ابن زيد.

قال ابن عباس: صام وصلى، ألم تسمع الله يقولوسعى لها سعيها } [الإسراء: 19] قال الفراء والكلبي، وكان يومئذٍ ابن ثلاث عشرة سنة.

{ قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحُك } فروى سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2 3