الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } * { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } * { وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ }

قوله عز جل: { أو لم يروا أَنا خلقنا لهم مما عَمِلتْ أيدينا أنعاماً } فيه وجهان:

أحدهما يعني بقوتنا: قاله الحسن كقوله تعالىوالسماء بنيناها بأيد } [الذاريات: 47] أي بقوة.

الثاني: يعني من فعلنا وعملنا من غير أن نكله إلى غيرنا، قاله السدي. والأنعام: الإبل والبقر والغنم.

{ فهم لها مالكون } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: ضابطون، قاله قتادة، ومنه قول الشاعر:

أصبحت لا أحمل السِّلاح ولا   أملِك رأس البعير إن نَفَرا
الثاني: مطبقون رواه معمر.

الثالث: مقتنون وهو معنى قول ابن عيسى.

قوله عز وجل: { وذللناها لهم } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: وطيبناها لهم؛ قاله ابن عيسى.

الثاني: سخرناها لهم، قاله ابن زيد.

الثالث: ملكناها لهم.

{ فمنها ركوبُهم } والركوب بالضم مصدر ركب يركب ركوباً، والركوب بالفتح الدابة التي تصلح أن تركب.

{ ومنها يأكلون } يعني لحوم المأكول منها.

{ ولهم فيها منافع } قال قتادة: هي لبس أصوافها.

{ ومشارب } يعني شرب ألبانها { أفلا يشكرون } يعني رب هذه النعمة بتوحيده وطاعته.