الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } * { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } * { لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }

قوله عز وجل: { ومَن نعمِّره ننكِّسهُ في الخَلْق } في قوله { نعمره } قولان:

أحدهما: بلوغ ثمانين سنة، قاله سفيان.

الثاني: هو الهرم، قاله قتادة. وفي قوله تعالى { ننكِّسْه } تأويلان:

أحدهما: نردُّه في الضعف إلى حال الضعف فلا يعلم شيئاً، قاله يحيى بن سلام.

الثاني: نغير سمعه وبصره وقوته، قاله قتادة.

و { في الخلق } وجهان:

أحدهما: جميع الخلق ويكون معناه: ومن عمرناه من الخلق نكسناه في الخلق.

والوجه الثاني: أنه عنى خلقه، ويكون معنى الكلام: من أطلنا عمره نكسنا خلقه، فصار مكان القوة الضعف، ومكان الشباب الهرم، ومكان الزيادة النقصان.

{ أفلا تعقلون } أن من فعل هذا بكم قادر على بعثكم.

قوله عز وجل: { وما علّمْناه الشِّعر وما ينبغي له } يحتمل وجهين:

أحدهما: أي ليس الذي علمناه من القرآن شعراً.

الثاني: أي لم نعلم رسولنا أن يقول الشعر.

{ وما ينبغي له } يحتمل وجهين:

أحدهما: وما ينبغي له أن يقول شعراً.

الثاني: وما ينبغي لنا أن نعلمه شعراً.

{ إنْ هو لا ذكر وقرآن مُبين } يحتمل وجهين:

أحدهما: إنْ علّمناه إلا ذكراً وقرآناً مبيناً.

الثاني: إنْ هذا الذي يتلوه عليكم إلا ذكر وقرآن مبين.

قوله عز وجل: { لينذر من كان حَيّاً } فيه قولان:

أحدهما: لتنذر يا محمد من كان حياً، وهذا تأويل من قرأ بالتاء.

الثاني: لينذر القرآن من كان حياً، وهو تأويل من قرأ بالياء.

وفي { مَن كان حَيّاً } ها هنا أربعة تأويلات:

أحدها: من كان غافلاً، قاله الضحاك.

الثاني: من كان حي القلب حي البصر، قاله قتادة.

الثالث: من كان مؤمناً، قاله يحيى بن سلام.

الرابع: من كان مهتدياً، قاله السدي.

{ ويحِقَّ القَوْل على الكافرين } معناه: ويجب العذاب على الكافرين.