الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } * { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ }

قوله عز وجل: { وامتازوا اليوم أيُّها المجرمون } فيه وجهان:

أحدهما: قاله الكلبي، لأن المؤمنين والكفار يحشرون مع رسلهم فلذلك يؤمرون بالامتياز.

الثاني: يمتاز المجرمون بعضهم من بعض، فيمتاز اليهود فرقة، والنصارى فرقة، والمجوس فرقة، والصابئون فرقة، وعبدة الأوثان فرقة، قاله الضحاك.

فيحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون الامتياز عند الوقوف.

الثاني: عند الانكفاء إلى النار.

قال دواد بن الجراح: فيمتاز المسلمون من المجرمين إلا صاحب الهوى فيكون مع المجرمين.

قوله عز وجل: { ولقد أَضَلَّ منكم جبلاً كثيراً } فيه ثلاثة أوجه: أحدها: جموعاً كثيرة، قاله قتادة.

الثاني: أمماً كثيرة، قاله الكلبي.

الثالث: خلقاً كثيراً، قاله مجاهد ومطرف. وحكى الضحاك أن الجِبِلّ الواحد عشرة آلاف، والكثير ما لا يحصيه إلاّ الله تعالى.