قوله عز وجل: { وامتازوا اليوم أيُّها المجرمون } فيه وجهان: أحدهما: قاله الكلبي، لأن المؤمنين والكفار يحشرون مع رسلهم فلذلك يؤمرون بالامتياز. الثاني: يمتاز المجرمون بعضهم من بعض، فيمتاز اليهود فرقة، والنصارى فرقة، والمجوس فرقة، والصابئون فرقة، وعبدة الأوثان فرقة، قاله الضحاك. فيحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون الامتياز عند الوقوف. الثاني: عند الانكفاء إلى النار. قال دواد بن الجراح: فيمتاز المسلمون من المجرمين إلا صاحب الهوى فيكون مع المجرمين. قوله عز وجل: { ولقد أَضَلَّ منكم جبلاً كثيراً } فيه ثلاثة أوجه: أحدها: جموعاً كثيرة، قاله قتادة. الثاني: أمماً كثيرة، قاله الكلبي. الثالث: خلقاً كثيراً، قاله مجاهد ومطرف. وحكى الضحاك أن الجِبِلّ الواحد عشرة آلاف، والكثير ما لا يحصيه إلاّ الله تعالى.