الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

قوله عز وجل: { وإذا قيل لهم اتَّقوا ما بين أيديكم وما خلْفكم } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: ما بين أيديكم ما مضى من الذنوب، وما خلفكم ما يأتي من الذنوب، قاله مجاهد.

الثاني: ما بين أيديكم من الدنيا، وما خلفكم من عذاب الآخرة، قاله سفيان.

الثالث: ما بين أيديكم عذاب الله لمن تقدم من عاد وثمود، وما خلفكم من أمر الساعة، قاله قتادة.

ويحتمل تأويلاً رابعاً: ما بين أيديكم ما ظهر لكم، وما خلفكم ما خفي عنكم.

{ لعلكم ترحمون } معناه لكي ترحموا فلا تعذبوا. ولهذا الكلام جواب محذوف تقديره: إذا قيل لهم هذا أعرضوا عنه.

قوله عز وجل: { وما تأتيهم مِن آيةٍ مِنْ آيات ربِّهم } فيها ثلاثة تأويلات:

أحدها: من آية من كتاب الله، قاله قتادة.

الثاني: من رسول، قاله الحسن.

الثالث: من معجز، قاله النقاش.

ويحتمل رابعاً: ما أنذروا به من زواجر الآيات والعبر في الأمم السالفة.

قوله عز وجل: { وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم اللهُ قال الذين كفروا } الآية. فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنهم اليهود أمروا بإطعام الفقراء فقالوا { أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } قال الحسن.

الثاني: أنهم الزنادقة أمروا فقالوا ذلك، قاله قتادة.

الثالث: أنهم مشركو قريش جعلوا لأصنامهم في أموالهم سهماً فلما سألهم الفقراء أجابوهم بذلك، قاله النقاش.

ويحتمل هذا القول منهم وجهين:

أحدهما: إنكارهم وجوب الصدقات في الأموال.

الثاني: إنكارهم على إغناء من أفقره الله تعالى ومعونة من لم يعنه الله تعالى.

{ إن أنتم إلا في ضلال مبين } فيه قولان:

أحدهما: أنه من قول الكفار لمن أمرهم بالإطعام، قاله قتادة.

الثاني: أنه من قول الله تعالى لهم حين ردوا بهذا الجواب، حكاه ابن عيسى.