الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ } * { لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } * { سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله عز وجل: { وفجرنا فيها مِن العيون ليأكلوا من ثمَرِه وما عَمِلتْهُ أيديهم } فيه وجهان:

أحدهما: أنها إثبات وتقديره: ومما عملته أيديهم، قاله الكلبي والفراء وابن قتيبة.

والوجه الثاني: أنها جحد وفيها على هذا القول وجهان:

أحدهما: وما لم تعمله أيديهم من الأنهار التي أجراها الله سبحانه لهم. قال الضحاك يعني الفرات ودجلة ونهر بلخ ونيل مصر.

الثاني: وما لم تعمله أيديهم من الزرع الذي أنبته الله تعالى لهم.

قوله عز وجل: { سبحان الذي خَلَق الأزواج كلها } فيه وجهان:

أحدهما: يعني الأصناف كلها، قاله السدي.

الثاني: يعني من النخل والشجر والزرع كل صنف منه زوج.

{ ومن أنفسهم } وفي ذلك دليل على مشاكلة الحيوان لهم في أنها زوج ذكر وأنثى.

{ ومما لا يَعْلمون } فيه وجهان:

أحدهما: يعني الروح التي يعلمها الله ولا يعلمها غيره.

الثاني: ما يرى نادراً من حيوان ونبات.

ويحتمل ثالثاً: مما لا تعلمون من تقلب الولد في بطن أمه.