الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ } * { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } * { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } * { وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ }

قوله عز وجل { وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء } فيه قولان: أحدهما: معنى جند من السماء أي رسالة، قاله مجاهد، لأن الله تعالى قطع عنهم الرسل حين قتلوا رسله.

الثاني: أن الجند الملائكة الذين ينزلون الوحي على الأنبياء، قاله الحسن.

{ وما كنا منزلين } أي فاعلين.

{ إن كانت إلا صيحة واحدةً } فيها قولان:

أحدهما: أنَّ الصيحة هي العذاب.

الثاني: أنها صيحة من جبريل عليه السلام ليس لها مثنوية، قاله السدي.

{ فإذا هم خامدون } أي ميتون تشبيهاً بالرماد الخامد.

قوله عز وجل: { يا حسرةً على العباد ما يأتيهم } فيه ثلاثة أوجه: أحدها: يا حسرة العباد على أنفسها، قال قتادة، وحكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم في بعض القراءات متلوٍّا.

الثاني: أنها حسرتهم على الرسل الثلاثة، قاله أبو العالية.

الثالث: أنها حسرة الملائكة على العباد في تكذيبهم الرسل، قاله الضحاك.

وفيه وجه رابع: عن ابن عباس أنهم حلوا محل من يتحسر عليهم.

{ ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءُون } الاستهزاء منهم قبل العذاب.

وفي الحسرة منهم قولان:

أحدهما: بعد معاينة العذاب.

الثاني: في القيامة، قاله ابن عباس.

قوله عز وجل: { وإن كلُّ لما جميعٌ } يعني الماضين والباقين.

{ لدينا محضرون } فيه وجهان:

أحدهما: معذبون، قاله السدي.

الثاني: مبعثون، قاله يحيى بن سلام.