الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يسۤ } * { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } * { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } * { لَقَدْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ }

قوله عز وجل: { يس } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: أنه اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.

الثاني: أنه اسم من أسماء الله تعالى أقسم به، قاله ابن عباس.

الثالث: أنه فواتح من كلام الله تعالى افتتح به كلامه، قاله مجاهد.

الرابع: أنه: يا محمد، قاله محمد بن الحنفية، وروى علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّانِي في القُرآنِ بِسَبْعَةِ أَسْمَاءَ: مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ وَطه وَيس وَالمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَعَبدَ اللَّهِ ".

الخامس: أنه يا إنسان: قاله الحسن، وعكرمة، والضحاك، وسعيد ابن جبير. ثم اختلفوا فيه فقال سعيد بن جبير وعكرمة هي بلغة الحبشة. وحكى الكلبي أنه بالسريانية وقال الشعبي: هو بلغة طيىء. وقال آخرون: هي بلغة كلب.

ويحتمل سادساً: يئس من كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون مؤمناً بالله، نفياً للإيمان أن يكون إلا بالشهادتين، واليأس أبلغ في النفي من جميع ألفاظه، ثم أثبت رسالته بقسَمه فقال:

{ وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يحتمل وجهين:

أحدهما: على شريعة واضحة.

الثاني: على حجة بينة.

قوله عز وجل: { لِّتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ } فيه وجهان:

أحدهما: أنهم قريش أنذروا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولم ينذر آباؤهم من قبلهم، قاله قتادة.

الثاني: أنه عام ومعناه لتنذر قوماً كما أنذر آباؤهم، قاله السدي. { فَهُمْ غَافِلُونَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: عن قبول الإِنذار. الثاني: عن استحقاق العذاب.

قوله عز وجل: { لَقَدْ حَقَّ الْقَولُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ } فيه وجهان:

أحدهما: معناه لقد وجب العذاب على أكثرهم، قاله السدي.

الثاني: لقد سبق علم الله في أكثرهم، قاله الضحاك.

وفي هذا القول الذي حق عليهم وجهان:

أحدهما: أنه الوعيد الذي أوجبه الله تعالى عليهم من العذاب.

الثاني: أنه الإِخبار عنهم بأنهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم.

{ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } يعني الأكثرية الذين حق القول عليهم، وهم الذين عاندوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كفار قريش، وأكثرهم لم يؤمنوا فكان المخبر كالخبر.