الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ } * { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }

قوله عز وجل: { وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا } قال ابن جريج: وهم يستغيثون فيها { َرَبَّنَآ أخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } أي نؤمن بدل الكفر ونطيع بدل المعصية.

{ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: أنه البلوغ، قاله الحسن لأنه أول زمان التذكر.

الثاني: ثماني عشرة سنة.

الثالث: أربعون سنة، قاله ابن عباس ومسروق.

الرابع: ستون سنة، قاله علي بن أبي طالب مرفوعاً.

الخامس: سبعون سنة لأنه آخر زمان التذكر، وما بعده هرم. روى أبو هريرة.

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إلَى عَبدٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتّىَ بلَغَ سِتِيّنَ سَنَةً أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً ".

قوله عز وجل: { وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُ } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: محمد صلى الله عليه وسلم، قاله ابن زيد.

الثاني: الشيب، حكاه الفراء والطبري.

الثالث: الحمى.

الرابع: موت الأهل والأقارب.

ويحتمل خامساً: أنه كمال العقل.