الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } * { وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } * { ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }

قوله عز وجل: { وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ } فيه تسعة تأويلات:

أحدها: أنه خوف النار، قاله ابن عباس.

الثاني: أنه حزن الموت، قاله عطية.

الثالث: تعب الدنيا وهمومها، قاله قتادة.

الرابع: حزن المنّة، قاله سمُرة.

الخامس: حزن الظالم لما يشاهد من سوء حاله، قاله ابن زيد.

السادس: الجوع حكاه النقاش.

السابع: خوف السلطان، حكاه الكلبي.

الثامن: طلب المعاش، حكاه الفراء.

التاسع: حزن الطعام، وهو مأثور.

ويحتمل عاشراً: أنه حزن التباغض والتحاسد لأن أهل الجنة متواصلون لا يتباغضون ولا يتحاسدون.

وفي وقت قولهم لذلك قولان:

أحدهما: عند إعطاء كتبهم بأيمانهم لأنه أول بشارات السلامة، فيقولون عندها: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ }.

الثاني: بعد دخول الجنة، قاله الكلبي، وهو أشبه لاستقرار الجزاء والخلاص من أهوال القيامة فيقولون ذلك عند أمنهم شكراً.

قوله عز وجل: { الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمَقَامَةِ مِن فَضْلِهِ } أي دار الإقامة وهي الجنة.

وفي الفرق بين المقامة بالضم والفتح وجهان:

أحدهما: أنها بالضم دار الإقامة، وبالفتح موضع الإقامة.

الثاني: أنها بالضم المجلس الذي يجتمع فيه للحديث.

{ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ } فيه وجهان:

أحدهما: تعب، قاله ابن عيسى.

الثاني: وجع، قاله قتادة.

{ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } فيه وجهان:

أحدهما: أنه العناء، قاله أبو جعفر الطبري.

الثاني: أنه الإعياء، قاله قطرب وابن عيسى.