الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } * { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }

قوله عز وجل: { يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } يعني الجنة، وفيها وجهان:

أحدهما: لن تفسد، قاله يحيى بن سلام.

الثاني: لن تكسد، قاله علي بن عيسى والأول أشبه لقول الشاعر:

يا رسول المليك إن لساني   راتق ما فتقت إذا أنا بور
قوله عز وجل: { لِيُوَفِّيهُمْ أُجُورَهُمْ } يعني ثواب أعمالهم.

{ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: يفسح لهم في قبورهم، قاله الضحاك.

الثاني: يشفعهم فيمن أحسن إليهم في الدنيا، قاله أبو وائل.

الثالث: يضاعف لهم حسناتهم، وهو مأثور.

الرابع: غفر الكثير والشكر اليسير، قاله بعض المتأخرين.

ويحتمل خامساً: يوفيهم أجورهم على فعل الطاعات ويزيدهم من فضله على اجتناب المعاصي { إنَّهُ غَفُورٌ } للذنب.

{ شَكُورٌ } للطاعة. ووصفه بأنه شكور مجاز ومعناه أن يقابل بالإحسان مقابلة الشكور لأنه يقابل على اليسير بأضعافه.