الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله عز وجل: { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ } والفطر الشق عن الشيء بإظهاره للحسن يقال فطر ناب الناقة إذا طلع، وفطر دمه إذا أخرجه. قال ابن عباس: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها أي ابتدأتها.

وفي تأويله ههنا وجهان:

أحدهما: خالق السموات والأرض، قاله قتادة، والكلبي، ومقاتل.

الثاني: أنه شقها لما ينزل منها وما يعرج فيها.

{ جَاعِلِ الْمَلآَئِكَةِ رُسُلاً } فيه قولان:

أحدهما: إلى الأنبياء، قاله يحيى بن سلام.

الثاني: إلى العباد رحمة أو نقمة، قاله السدي.

{ أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } قال قتادة: بعضهم له جناحان، وبعضهم ثلاثة، وبعضهم أربعة. والمثنى والثلاث والرباع ما تكرر فيه الاثنان والثلاثة والأربعة.

{ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنه حسن الصوت، قاله الزهري وابن جريج.

الثاني: أنه الشعر الجعد، حكاه النقاش.

الثالث: يزيد في أجنحة الملائكة ما يشاء، قاله الحسن.

ويحتمل رابعاً: أنه العقل والتمييز.

ويحتمل خامساً: أنه العلوم والصنائع. ويكون معناه على هذين التأويلين:

كما يزيد في الخلق ما يشاء كذلك يزيد في أجنحة الملائكة ما يشاء.