الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } * { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ مِن قَـبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ }

قوله عز وجل: { وَلَوْ تَرَى إذْ فِزَعُواْ } في فزعهم خمسة أقاويل:

أحدها: فزعهم يوم القيامة، قاله مجاهد.

الثاني: فزعهم في الدنيا حين رأو بأس الله عز وجل: قاله قتادة.

الثالث: هو الجيش الذي يخسف بهم في البيداء فيبقى منهم رجل فيخبر الناس بما لقي أصحابه فيفزعوا فهذا هو فزعهم، قاله سعيد بن جبير.

الرابع: هو فزعهم يوم بدر حين ضربت أعناقهم فلم يستطيعوا فراراً من العذاب ولا رجوعاً إلى التوبة، قاله السدي.

الخامس: هو فزعهم في القبور من الصيحة، قاله الحسن.

وفي قوله تعالى: { فَلاَ فَوْتَ } ثلاثة أوجه:

أحدها: فلا نجاة، قاله ابن عباس.

الثاني: فلا مهرب، وهو معنى قول مجاهد.

الثالث: فلا سبق، قاله قتادة.

{ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } فيه ستة أقاويل:

أحدها: من تحت أقدامهم، قاله مجاهد.

الثاني: يوم بدر، قاله زيد بن أسلم.

الثالث: هو جيش السفياني، قاله ابن عباس.

الرابع: عذاب الدنيا، قاله الضحاك.

الخامس: حين خرجوا من القبور، قاله الحسن.

السادس: هو يوم القيامة، قاله القاسم بن نافع.

ويحتمل سابعاً: في أسرِّ ما كانوا فيه نفوساً، وأقوى ما كانوا عليه أملاً لأنه أقرب بلاء من نعمه.

قوله عز وجل: { وَقَالُوا ءَامَنَّا بِهِ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: يعني بالله، قاله مجاهد.

الثاني: بالبعث،قاله الحسن.

الثالث: بالرسل، قاله قتادة.

{ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } وفي التناوش ثلاثة أقاويل:

أحدها: هو الرجعة، قاله ابن عباس ومنه قول الشاعر:

تمنى أن تؤوب إليّ ميٌّ   وليس إلى تناوشها سبيل
الثاني: هو التوبة، قاله السدي.

الثالث: هو التناول من قولهم نشته أنوشه نوشاً إذا تناوله من قريب، وقد تناوش القوم إذا دنا بعضهم من بعض ولم يلتحم القتال بينهم، قال الشاعر:

فهي تنوش الحوض نوشاً من علا   نوشاً به تقطع أجواز الفلا
{ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } فيه ثلاثة أقوايل:

أحدها: من الآخرة إلى الدنيا، قاله مجاهد.

الثاني: ما بين الآخرة والدنيا، رواه القاسم بن نافع.

الثالث: هو طلبهم الأمر من حيث لا ينال، قاله الحسن.

ويحتمل قولاً رابعاً: بعيد عليهم لاستحالته عندهم.

قوله عز وجل: { وَقَدْ كَفَرُواْ بِهِ مِن قَبْلُ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنهم كفروا بالله تعالى، قاله مجاهد.

الثاني: بالبعث، قاله الحسن.

الثالث: بالرسول، قاله قتادة.

{ مِن قَبْلُ } فيه وجهان:

أحدهما: في الدنيا، قاله مجاهد.

الثاني: من قبل العذاب.

{ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: معناه يرجمون بالظن ويقولون في الدنيا لا بعث ولا جنة ولا نار، قاله الحسن.

الثاني: أنه طعنهم في القرآن، قاله عبد الرحمن بن زيد.

الثالث: هو طعنهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر أو ساحر، قاله مجاهد، وسماه قذفاً لخروجه عن غير حق.

السابقالتالي
2