الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } * { قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } * { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ ٱهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }

قوله عز وجل: { قُلْ مَا سأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ } فيه قولان:

أحدهما: من مودة قاله ابن عباس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سأل قريشاً أن يكفوا عن أذيته حتى يبلغ رسالة ربه.

الثاني: من جُعْل قاله قتادة، ويشبه أن يكون في الزكاة.

ويحتمل ثالثاُ: أن أجر ما دعوتكم إليه من إجابتي فهو لكم دوني.

{ إنْ أَجْرِيَ إلاَّ عَلَى اللَّهِ } أي ما ثوابي إلا على الله في الآخرة.

{ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٍ } فيه وجهان:

أحدهما: شهيد أن ليس بي جنون.

الثاني: شهيد أني لكم نذير بين يدي عذاب شديد.

قوله عز وجل: { قُلْ إنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ } فيه تأويلان:

أحدهما: بالوحي، قاله قتادة.

الثاني: بالقرآن، رواه معمر.

وفي قوله: { يَقْذِفُ } ثلاثة أوجه:

أحدها: يتكلم.

الثاني: يوحي.

الثالث: يلقي.

{ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ } قال الضحاك: الخفيات.

قوله عز وجل: { قُلْ جَآءَ الْحَقُّ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله ابن زيد.

الثاني: القرآن، قاله قتادة.

الثالث: الجهاد بالسيف، قاله ابن مسعود.

{ وَمَا يُبْدِيءُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أن الباطل الشيطان. رواه معمر.

الثاني: أنه إبليس. رواه خليد.

الثالث: أنه دين الشرك، قاله ابن بحر.

وفي إبداء الباطل وإعادته ثلاثة أوجه:

أحدها: لا يخلق ولا يبعث، قاله قتادة.

الثاني: لا يحيي ولا يميت، قاله الضحاك.

الثالث: لا يثبت إذا بدا، ولا يعود إذا زال، قاله ابن بحر.